المرجو الانتظار قليلا سوف يتم التوجيه الى المدونة الجديدة وشكرا المرجو الانتظار قليلا سوف يتم التوجيه الى المدونة الجديدة وشكرا

مجزوءة الأخلاق

مجزوءة الأخلاق

تعد الأخلاق من التوجيهات و الوصايا و القواعد التي تهدف إلى تقويم اعوجاج السلوك الإنساني و تنظيم الحياة الاجتماعية، ولقد اهتمت الفلسفة بموضوع الأخلاق مند العصور القديمة خاصة مع "سقراط" و "أرسطو"، إذ انصب اهتمام الباحثين في مجال الأخلاق إلى جعل السلوك متأسسا على الفضائل و تنظيم السلوكات الغريزية و التخلص من الشهوات و الأهواء العشوائية التي تقود إلى الفوضى، إن الهدف الأسمى الذي تتوخى الأخلاق بلوغه هو تحقيق السعادة، و ذلك بضمان الحرات الضرورية لتحقيق الحاجيات دون الإخلال بالواجبات، غير إن التفكير في الأخلاق يطرح عدة إشكاليات من بينها :هل الأخلاق مطلقة و شاملة و موحدة بين جميع الناس، أم أن لكل مجتمع أخلاقه و بذلك تكون نسبية؟ و هل يعتمد تطبيق الأخلاق على الإلزام أم الالتزام؟ 

1-الواجب

يشير الواجب إلى ما ينبغي على الفرد القيام به، و لكن ما يجب على الإنسان قد يقوم به بشكل حر و إرادي ملتزما بأدائه وعيا منه لما يحققه له ولغيره من نفع، و قد تتدخل سلطة خارجية تلزم الإنسان وتكرهه على الخضوع له، لكن احترام الواجب يستوجب نوعا من الوعي الأخلاقي سواء كان أصل هذا الوعي فطريا أم مكتسبا، إلى جانب تدخل المجتمع في مراقبة أفراده.

الواجب و الإكراه:

هل يكون الإنسان ملزما بالقيام بالواجب تحت إكراه سلطة خارجية، أم أن الواجب ينبع من التزام ذاتي و خضوع إرادي ؟

"كانط"رقابة العقل هي التي تفرض على الإنسان الالتزام بالواجب، وينبغي أن يتأسس الواجب على الإرادة الطيبة وتوخي الخير في كل سلوك،

"ج.ماري غويل"الواجب نابع من الحياة وقوانينها ويرتبط بقدرة الإنسان وشعوره بما يستطيع القيام به دون أي إكراه، وكل قدرة تنتج واجبا.

الوعي الأخلاقي:

كيف يتكون لدى الإنسان الوعي بالواجبات؟ وما مصدر الإحساس بضرورة احترام الواجب؟

"ج.ج. روسو" الإحساس بضرورة احترام الواجبات فطري في الإنسان، إن الإنسان يعرف الخير بشكل فطري ولا يحتاج للدين والمجتمع والثقافة ليتعلم ما هو خير.

"نيتشه" الوعي الأخلاقي باحترام الواجب مصدره العلاقات الاجتماعية فبين الدائن و المدين (في القرض) يحضر تأنيب الضمير الذي يلزم الفرد بإرجاع ما أخذه من الغير.

الواجب والمجتمع:

هل احترام الواجب نابع من سلطة المجتمع، أم ينبغي على الإنسان الالتزام بواجبات تجاه الإنسانية جمعاء؟ هل الواجب يرتبط بكل مجتمع و يختلف من مجتمع لآخر، أم انه مرتبط بالإنسان عموما؟

"إميل دور كايم" احترام الواجب مصدره سلطة المجتمع، بمعنى أن المجتمع يفرض رقابته على الأفراد لكي يقوموا بالواجبات.

"برغسون" لا بد من توفر سلطة المجتمع من اجل احترام الواجب، ولا بد من الانفتاح على الواجبات الكونية التي تتجاوز انغلاق المجتمع.




2-السعادة

تعتبر السعادة هدفا أسمى يتوخى كل إنسان الوصول إليه، وتعمل الأخلاق والدين والسياسة على توفير الظروف المناسبة للسعادة وعلى توجيه الإنسان إلى الطريق المؤدي إليها، غير أن مفهوم السعادة يختلف تحديده من فرد إلى آخر، فهناك من يركز على السعادة المادية، وآخر على السعادة الروحية بينما يركز آخر على السعادة العقلية (المعرفية)، ولقد اهتمت الفلسفة بالسعادة منذ العصور القديمة فأنتجت تصورات مختلفة بطرق تحصيل السعادة الفردية و الجماعية.



"الفارابي" السعادة هي أعظم الخيرات، إن الإنسان لا يحقق سعادته إلا بالاجتماع والتعاون والتكامل والالتزام بالأخلاق الفاضلة.

تمثلات السعادة:

ما هي السعادة؟ و كيف يمكن تحقيقها؟

"أرسطو" السعادة خير نسعى إليه من أجل ذاته، وتتحقق سعادة الفرد بالتزامه بالأخلاق الفاضلة، ثم إن السعادة حسب تنبني على الاجتهاد والجد و ليس اللهو.

"كانط" السعادة تصور كامل مجرد بينما حياة الإنسان تنبني على كل ما هو جزي و تجريبي، إذن السعادة بمثابة مثال للخيال لا يمكن تحقيقه.

البحث عن السعادة:

هل التقدم الإنساني يؤدي إلى تحقيق السعادة، أم إلى الابتعاد عنها؟

"ج.ج. روسو" أدى الانتقال من حالة الطبيعة إلى حالة المجتمع، فقدان الإنسان سعادته وتحول البحث عنها إلى شقاء دائم.

"هيوم" تتحقق السعادة من خلال تنمية الدوق والسمو بمشاعر الإنسان وعواطفه والاهتمام بالمتعة الجمالية مع ظهور الفنون الجميلة وتطورها.

السعادة والواجب:

هل القيام بالواجب يساهم في تحقيق السعادة أم يعيق الوصول إليها؟

"راسل" لا تتجلى السعادة إلا ضمن العلاقات الاجتماعية التي تجعل الذات تهتم بالغير وتتعاطف معه، وينبغي استشعار الواجب في التعامل مع الآخرين.

"الان" السعادة واجب على الإنسان تجاه ذاته وهي غاية يمكن بلوغها، وهي كذلك واجب نحو الغير بإسعاده وإبعاد كل أشكال القلق والاستياء والشقاء والملل...





3-الحرية

يدل مفهوم الحرية في معناه الفلسفي على قدرة الفرد اختيار غاياته و السلوك وفق إرادته الخاصة، دون تدخل عوامل توثر في تلك الإرادة، إن الحرية بهذا المعنى تقتصر على الإنسان وحده، غير أن هذه الحرية التي تضع الإنسان فوق باقي الكائنات الطبيعية تبدو متعارضة مع مبدأ الحتمية الذي تخضع له كل واقعة



"لايبنتز" يعد لفظ الحرية صعب التحديد إذ يتداخل فيه الجانب النظري مع الجانب العملي و لذلك يصبح مفهوما غامضا و ملتبسا، إذ نجد حالات يُنظر عادة إليها بأنها تناقض الحرية و مع دلك نجد الإنسان حراً في ظلها و بالمقابل نجد حالات يعتقد أنها تعبر عن الحرية ورغم ذلك لا تخلو من إكراه، و قد تكون عوائق الحرية طبيعية كما قد تكون اجتماعية.

الحرية و الحتمية:

هل الإنسان مخير أم مسير؟ هل حرية الإنسان مطلقة أم نسبية؟

"ابن رشد" الفعل الإنساني يتصف بحرية جزئية مصدرها القدرة التي يتمتع بها على القيام بأفعاله، لكن هناك عوامل تحد من حرية الإنسان و تتمثل في النظام الذي تخضع له الطبيعة.

"موريس ميرلوبونتي" لا يتمتع المرء بحرية مطلقة ولا يخضع بشكل كلي للضرورة، فكل إعلان لحرية مطلقة هو مجرد وهم، وكل نفي التام للحرية يظل كذلك خاطئ.

حرية الإرادة:

ما هو المجال الذي تكون فيه إرادة الإنسان حرة؟ هل تكون إرادة الإنسان حرة في المجال المعرفي أم في المجال الأخلاقي؟

'إم. كانط" كل كائن عاقل هو كائن يتمتع بحرية الإرادة والقدرة على القيام بالفعل الأخلاقي، ولا معنى للفعل الأخلاقي في غياب الحرية والارادة.

"نيتشه" إن الإرادة الحقيقية تتمثل هي إرادة الحياة و تنبني على تلبية الرغبات و الشهوات الغريزية و إعادة الاعتبار للجانب الجسدي في الإنسان.

الحرية والقانون:

هل يعتبر القانون مساعدا على تحقيق الحرية أم عائقا أمام وجودها؟ هل هناك وجود لحرية في غياب قانون يدافع عنها؟

"مونتيسكيو"ليست الحرية هي القيام بكل ما يريده الإنسان، بل الحرية هي القيام بما تسمح به القوانين، فالقانون لا يعارض الحرية بل ينظمها.

"حنا أرندت"السياسة و الحياة الاجتماعية هي مجال ممارسة الحرية الفعلية، و في غياب تنظيم سياسي لا يمكن الحديث عن حضور للحرية.


مجزوءة السياسة

يعد مفهوم السياسة من الموضوعات التي اهتمت بها الفلسفة لكونها تتناول التنظيم الاجتماعي ووضع ضوابط للسلوك الإنساني، إنها المجال الذي يرتبط بامتلاك السلطة و ممارستها من خلال مؤسسات تهدف إلى تدبير الشأن العام، ويمكن تقسيم الاهتمام بالسياسة إلى مجالين مختلفين يتمثل الأول في المجال الفلسفي الذي يتناول موضوع السياسة من ناحية نظرية يهدف من خلالها إلى تحديد ما ينبغي أن يكون، لذلك فان معظم النظريات الفلسفية في السياسة اتصفت بالمثالية و توخت التنظير لدولة مثالية، و انتقاد ما هو قائم في الواقع، أما المجال الثاني فيتجلى في الممارسة التطبيقية للسياسة في الواقع من قبل رجل السياسة و تعتمد عدة مؤسسات تتحدد مهمتها في الحفاظ على حقوق الناس و إقامة العدل و القضاء على العنف.





1-الدولة

يتربع مفهوم الدولة عرش الفلسفة السياسية، لما يحمله من أهمية قصوى سواء اعتبرناه كيانا بشريا ذو خصائص تاريخية، جغرافية، لغوية، أو ثقافية مشتركة؛ أو مجموعة من الأجهزة المكلفة بتدبير الشأن العام للمجتمع. وتعد الدولة مدافعة عن حقوق الإنسان ومنظمة للعلاقات الاجتماعية وضامنة للأمن، و لكنها في نفس الوقت تمارس سلطات على الإنسان و تحد من حرياته. فإن دل الاعتبار الثاني على شيء فإنما يدل على كون الدولة سيف على رقاب المواطنين وعلى هؤلاء الامتثال والانصياع،



"أرسطو":لا يمكن للإنسان أن يعيش منعزلا ما دام يحتاج للآخرين، لذلك وجب الخضوع لتنظيم يهدف إلى خدمة المصالح العامة، وتظل الدولة أهم من الفرد.

مشروعية الدولة وغاياتها:

من أين تستمد الدولة مشروعيتها؟ و ما هي غاياتها؟

"اسبينوزا" ليس الهدف من الدولة الاستبداد والإخضاع، بل هدفها ضمان حقوق الناس وتوفير حرياتهم، شريطة ألا يتصرفوا ضد سلطتها.

"هيغل" تقوم الدولة بخدمة الأفراد وبشكل تنظيمي توفر لهم حقوقهم، وتبقى أهم من الفرد باعتبارها أفضل وجود للإنسان.

طبيعة السلطة الذاتية:

كيف ينبغي للحاكم أن يتعامل مع شعبه؟ هل يجب أن يقوم بكل ما يضمن له السلطة و الاستمرارية، أم ينبغي أن يكون قدوة لشعبه؟

"ماكيافيلي"على الحاكم أن يستخدم كل الوسائل للتغلب على خصومه وبلوغ غايته، وعليه أن يعرف كيف يخضع الناس لسلطته بالقانون والقوة معا.

"ابن خلدون" على الحاكم أن يكون القدوة لشعبه يحترم الأخلاق الفاضلة ويدافع عن الحق، وعليه أن يتعامل بحكمة واعتدال مع شعبه.

الدولة بين الحق والعنف:

من أين تستمد الدولة مشروعيتها، هل من الدفاع عن الحقوق أم من اللجوء إلى العنف؟ و كيف يتم تدبير العنف داخل الدولة؟ أليس الاعتماد على العنف دليل على عدم مشروعية الدولة؟

"ماكس فيبر" الدولة وحدها من تمتلك حق ممارسة العنف وذلك لإخضاع الناس للقانون ومن هنا فإن العنف الذي تمارسه الدولة يعتبر مشروعا.

"عبد الله العروي" كل دولة تعمل على إخضاع الشعب لسلطاتها بالقوة والعنف ولا يجمع عليها الناس ولا يكون الحاكم مختارا من طرف الشعب لا تعتبر دولة شرعية، والعكس صحيح.




2-العنف

يعتبر العنف بمثابة إفراط في استخدام القوة بشكل يخالف القانون ويؤدي إلى إلحاق الضرر سواء بالطبيعة أو الإنسان، غير أنه لا يمكن حصر العنف في نموذج واحد من السلوكات بل يتخذ أشكالا متعددة مادية ومعنوية، ويأتي الاهتمام بالعنف في إطار فهم طبيعة الإنسان وتنظيم علاقته بالغير قد كان اهتمام الفلاسفة بالعنف منذ العصور القديمة، غير أن العصور الراهنة جعلت البحث في مجال العنف يتشعب ويتسع، إذ أصبح ينظر إلى العنف على أنه مشكل يهدد استقرار المجتمع غير أن العنف تنبع أصوله من رغبات الإنسان و متجدر في الطبيعة.



" ج. ج. روسو" العلاقات الاجتماعية تتصف بممارسات كثيرة للعنف، و مصدر العنف هو الدفاع عن الملكية الخاصة.

أشكال العنف:

ما هي أشكال العنف؟ هل العنف طبيعي أم ثقافي؟

" لورنتز" يشترك الإنسان مع الحيوان في الجوانب العدوانية، ويتصف الحيوان بامتلاك كوابح طبيعية عصبية، أما كوابح الإنسان فهي ثقافية.

" كلوزفتش" الحرب هي ممارسة العنف اتجاه الغير بهدف إخضاعه لإرادة الذات، الحرب سلوك عدواني يقتصر على الإنسان فقط.

العنف في التاريخ:

هل يتراجع العنف مع تقدم التاريخ، أم العكس؟ و ما هو نوع العنف المتحكم في التاريخ؟

" انغلز" هناك عنف سياسي وعنف اقتصادي هدفه الإنتاج وامتلاك وسائل الإنتاج، وغالبا ما يحدد الثاني الأول ما دام العنصر الاقتصادي اساس التطور.

" فرويد" السلطة الناتجة عن اتحاد واتفاق الجماعة هي مصدر الحق والقانون، والقانون بمثابة عنف جماعي يوجه ضد المتمردين بهدف الحفاظ على الحقوق.

العنف والمشروعية:

هل هناك عنف مشروط أم إن كل إشكال العنف مرفوضة؟ من يمتلك حق ممارسة العنف؟ هل يحق للشعب مواجهة عنف الدولة بعنف مضاد(الثورة)؟

" كانط" تمرد الشعب واستخدامه للعنف يؤدي إلى الفوضى وتضيع معها كل الحقوق، إن الحاكم وحده من يملك حق استخدام العنف.

" فايل" العنف سلوك حيواني عدواني يحط من قدر الإنسان، انه مشكل أمام الفلسفة، إذ تعد الفلسفة صراع فكري لا جسدي.




3-الحق و العدالة

الحق يندرج ضمن علاقات اجتماعية لا ينبغي أن يكون مطلقا بل يستوجب استحضار الواجب، والحق منهجية ووصايا تحدد للسلوك طريقا للأخلاق الفاضلة، والحديث عن الحق يستوجب استحضار مفهوم العدالة باعتباره قانونا يضمن للأفراد التمتع بحقوقهم وسلطة تلزمهم باحترام واجبات الآخرين، ويعتبر مفهوم الحق من المفاهيم النبيلة إذ تلتقي مع قيم الواجب والحرية والإنصاف.

الحق بين الطبيعي و الوضعي:

هل أصل الحق طبيعي تماسس على القوة، أم أن مصدره ثقافي مستمد من القوانين و تشريعات المجتمع؟

"هوبز" كان الإنسان قبل تكوين الدولة والمجتمع يتمتع بحق طبيعي يخوله استخدام القوة للوصول إلى ما يستطيع الحصول عليه، بسبب هذه الفوضى فضل الإنسان الانتقال إلى حالة المجتمع من خلال تعاقد اجتماعي،

"ج.ج.روسو" كان الإنسان يتمتع بحقوقه في حالة الطبيعة، ومع تغير الأحداث جاء المجتمع فكان التعاقد الاجتماعي مصدرا لحقوق ثقافية.

العدالة أساس الحق:

"اسبينوزا" العدالة هي تجسيد للحق وتحقيق له فلا توجد حقوق خارج إطار القوانين، ولهذا يُمنع على الحاكم خرق القانون لأنه هو من يسهر على تطبيقه.

"آلان" أساس التمتع بالحقوق هي العدالة، والعدالة هي القوانين التي يتساوى أمامها كل الأفراد بغض النظر على اختلافاتهم.

العدالة بين الإنصاف والمساواة:

هل يكفي تطبيق القانون والعدالة لينال كل فرد حقه؟ أم لابد من استحضار الإنصاف؟ وهل ينبغي تطبيق القانون بشكل حرفي، أم لابد من اتخاذ خصوصية كل حالة؟

"أرسطو" العدالة ينبغي أن تتجه نحو الإنصاف ومعنى ذلك أن يتم تطبيق القانون وفق فهم سليم مع مراعاة ظروف الإنسان دائما وحسب الحالة الخاصة.

"راولس" تتأسس العدالة على مبادئ أخلاقية منها مبدأ الواجب الذي يلزم الإنسان الاتصاف بالعدل، والعدالة حسب هي المساواة النابعة من أساس طبيعي، ومستندة على اتفاق يتم بموجبه صياغة قوانين تتوخى الإنصاف، وتنبني العدالة على مبدأين المساواة في الحقوق و الواجبات


دروس الفلسفة مجزوءة المعرفة

مجزوءة المعرفة

إن كل عملية فكرية تستوجب وجود ذات عارفة متصفة بالوعي و العقل و في المقابل موضوع معرفة، و المعرفة تحتم على العالم أن يلتزم الحياد في بنائه للمعارف حتى تكون موضوعية و لذا ينبغي التخلي عن وجهته الخاصة و شعوره الخاص في تعامله مع موضوع الدراسة، فالمعرفة ليست معطيات جاهزة و تلقائية بل هي نتاج لمجهود إنساني تتدخل في إنشائه عوامل ووسائل متعددة، فسواء تعلق الأمر بمعرفة الطبيعة أو معرفة الإنسان ذاته،و ينبغي على الإنسان احترام مناهج تؤهله إلى إثبات الحقيقة و توصله إلى معرفة ذات قيمة موضوعية، إن التقييم العلمي و المعرفي للإنسان أتاح له فرصة السيطرة على العالم م مكنه من فهم ألغازه، فابتداء من القرن17 عرف العالم ثورات علمية بفضل اعتماد المنهج التجريبي، كانت لهذه الثورات اثر واضح في تقدم الإنسانية. غير أن هذه العلوم تطرح إشكالات فيما يتعلق بطريقة إنشائها أو التأكد من صدقها، ويتجسد ذلك خصوصا من خلال إشكال بناء النظرية العلمية و اعتماد التجارب لإثبات صدقها، كما يُطرح إشكال آخر يتعلق بعلمية العلوم الإنسانية إلى جانب إشكال تحديد مفهوم الحقيقة ضمن مجال البحث العلمي

1-النظرية العلمية

تطرح علاقة النظرية بالتجربة إشكالا يتمثل في تحديد الأساس الذي ينبغي اعتماده لفهم العالم إذ نجد عددا من الفلاسفة و المفكرين يعتبرون أن للعقل القدرة الكاملة على فهم قوانين العالم و اكتشاف أسراره وذلك عن طريق التأمل النظري لأن العقل يمتلك أفكارا فطرية تؤهله لفهم كل ما في الوجود، بينما نجد عددا من الفلاسفة و العلماء يعتبرون أن المعرفة ينبغي أن تُستمد من الواقع وذلك من خلال اعتماد التجربة و الحواس، غير أن هذا الاختلاف الموجود بين التصورين يفضي إلى نمطين من البحث يكون أحدهما بحث عقلاني بينما يكون الآخر بحث تجريبي.

التجربة و التجريب

"كلود برنارد" يركز على دور التجربة والملاحظة لبناء المعرفة العلمية مع الالتزام بخطوات المنهج التجريبي(الملاحظة ثم الفرضية فالتجربة).

"روني طوم"التجربة تحتاج إلى العقل والخيال، ويتجلى دور العقل في بناء المعرفة من خلال صياغة الفرضية، مع إمكانية القيام بتجارب ذهنية.

العقلانية العلمية

"ألبير انشتاين" العقل مصدر المعرفة العلمية وذلك لأنه ينتج مبادئ وأفكار، وتبقى التجربة بمثابة أداة مساعدة لإثبات صدق النظرية.

"غاستون باشلار"تعد المعرفة العلمية نتيجة تكامل عمل كل من العقل والتجربة، العقل ينتج أفكارا وتصورات، تعمل التجربة على استخلاص المعطيات الحسية.

معايير علمية النظرية العلمية

"بيير تويلي" تعدد التجارب والاختبارات في وضعيات مختلفة، يضفي الانسجام على النظرية كما ينبغي على النظرية أن تخضع لمبدأ التماسك المنطقي.

"كارل بوبر" لكي تكون النظرية علمية ينبغي أن تخضع لمعيار القابلية للتكذيب وذلك بوضع افتراضات تبين مجال النقص في النظرية.





2-العلوم الإنسانية

لقد كان ظهور العلوم الإنسانية خلال ق. 19 جد متأخر بالمقارنة مع العلوم التجريبية، لهذا لازالت تعاني من صعوبات في تحديد موضوع دراستها وفي اختيار المنهج المناسب للبحث، غير أن أهم الإشكالات التي تطرحها : تتمثل في تحديد علاقة الذات بالموضوع ما دام الإنسان هو الذات الباحثة و في نفس الوقت هو موضوع البحث. و يترتب عن ذلك تحديد قيمة المعرفة التي تنتجها العلوم الإنسانية إذا ما قورنت بما تنتجه العلوم التجريبية. هل يمكن التعامل مع الإنسان باعتباره موضوعا أو شيئا؟ ما قيمة المعرفة التي تصل إليها العلوم الإنسانية؟ هل يمكن تطبيق المناهج التجريبية في دراسة الظاهرة الإنسانية؟

موضعة الظاهرة الإنسانية:

"جون بياجي" يواجه الباحث في العلوم الإنسانية مشكل تحديد المنهج المناسب إلى جانب التخلص من الذاتية، و ينتج عن هذا الوضع المتداخل صعوبة تحقيق الموضوعية.

"فرانسوا باستيان" يؤكد على ضرورة الفصل بين الذات والموضوع والالتزام بالحياد، وذلك بتأمل الظواهر باعتبارها أشياء ويقتدي بالعلوم التجريبية.

التفسير و الفهم في العلوم الإنسانية:

هل يمكن اعتماد الفهم والتفسير في دراسة العلوم الإنسانية؟ و كيف يساهم التفسير و الفهم في بناء المعرفة ضمن العلوم الإنسانية؟

"ك. ل. ستراوس" البحث في مجال العلوم الإنسانية لا يستطيع أن يصل إلى تفسير دقيق للظواهر، كما لا يستطيع أن يصل إلى تنبؤ صحيح بما ستكون عليه.

"فلهلم دلتاي"يرفض تقليد العلوم التجريبية كما يرفض اعتماد التفسير في دراسة الظواهر الإنسانية، و يؤكد على ضرورة بناء منهج يناسب الظواهر الإنسانية.

نموذجية العلوم التجريبية:

هل تعتبر العلوم الإنسانية بمثابة نموذج ينبغي لباقي العلوم أن تقتدي به؟ كيف يمكن للعلوم الإنسانية أن تتخلص من حضور الذاتية في النتائج؟

"ورنيي - طولرا"إن العلوم الإنسانية لا يمكنها أن تصل إلى معرفة حقيقية للظواهر الإنسانية إلا بهذا التداخل بين الذات و الموضوع، فلا ينبغي ألا تطغى هذه الذاتية على البحث فتغير من نتائجه و تأول دلالته.

"م. ميرولو بونتي" كل إنسان ينطلق من وجهة نظره الخاصة ومن فهمه الخاص إن حضور الذات مركزي في تكوين كل معارف الإنسان.




3-الحقيقة

تعتبر الحقيقة هدفا لكل بحث علمي ولكل تأمل فلسفي, إنها الغاية التي ينشدها كل إنسان سواء في علاقات اجتماعية أو في حياته الشخصية أو في علاقته بالوجود. غير أن مفهوم الحقيقة يتصف بنوع من الغموض سببه تعدد الحقائق، و تعدد مصادر المعرفة كما تطرح صعوبة تمييز الحقيقة عن أضدادها نتيجة تداخلهم، وهو ما يستوجب وضع مفهوم الحقيقة موضع سؤال. إذ يقتضي الأمر في البداية معرفة الحقيقة و تحديد دلالتها ، ثم إبراز الوسائل المعتمدة للوصول إلى الحقيقة (هل هو العقل أم الحواس), و أخيرا تحديد معيار التمييز بين الحقيقة و اللاحقيقة.

الرأي والحقيقة:

"بليز باسكال" هناك حقائق مصدرها العقل ويتم البرهان عليها، وحقائق مصدرها القلب ويتم الإيمان أو التسليم بها، إن العقل يحتاج إلى حقائق القلب لينطلق منها بوصفها حقائق أولى.

"غاستون باشلار" الرأي عائق معرفي يمنع الباحث من الوصول إلى الحقيقة التي يتوخاها، إن الحقيقة العلمية تنبني على بحث علمي خاضع لمنهجية دقيقة تسمو به فوق.

معايير الحقيقة:

" ديكارت" الحدس والاستنباط أساسا المنهج المؤدي إلى الحقيقة، الحدس نفهم به حقيقة الأشياء بشكل مباشر والاستنباط هو استخراج معرفة من معرفة سابقة نعلمها.

"اسبينوزا" الحقيقة معيار لذاتها إذ بفضل معرفتها نستطيع تجنب الخطأ والوهم، فشرط معرفة نقيض الشيء هو معرفة الشيء ذاته.

الحقيقة بوصفها قيمة:

"مارتن هايدغر" كل انحراف على الحقيقة يجعل الإنسان يتيه ويضل عن الفهم السليم للأشياء وينتج التيه بسبب اعتماد الإنسان على الأفكار المسبقة في فهمه للأشياء.

"فايل" نقيض الحقيقة التي يهددها ليس الخطأ بل العنف الذي يؤدي إلى رفض الآخر والدخول في صراع معه وإيقاف التفكير والاستبداد بالرأي،


ملخص لدروس الفلسفة للثانية باك أداب وعلوم إنسانية


باسم الله الرحمان الرحيمملخص لدروس الفلسفة للثانية باك أداب وعلوم إنسانية
مجزوءة الإنسان

يعتبر موضوع الإنسان محور اهتمام الفلسفة، إذ تناولت مند بدايتها مع الإغريق، و تنوعت طرق دراسته و مجال بحثه، يمكن تحديد الظروف المتدخلة في تحديد حقيقة الإنسان إلى بُعدين، أولهما بعد موضوعي و يتجلى في مجموعة من الإكراهات و الحتميات و الضغوطات التي تفرض على الإنسان، و منها خضوعه لقوانين الطبيعة ثم سيادة قوانين المجتمع و أعرافه و تقاليده عليه ثم كونه كائن فان. أما البعد الثاني فهو ذاتي يرتبط أساسا بجانب الحرية و التفكير اللذين يتمتع بهما الإنسان، و من خلالهما يستطيع الإنسان أن يختار سلوكاته و يغير من وجوده، وما دام الإنسان يوجد داخل مجتمع فينبغي أولا تحديد حقيقة هذا الإنسان و توضيح الأساس الذي تنبني عليه، كما ينبغي تحديد علاقة الأنا بالغير على مستوى المعرفة و الوجود، و أخيرا ينبغي تحديد تصور الإنسان للتاريخ و مراجعة المعارف التاريخية و الأسس التي تنبني عليها بهدف تكوين معرفة حقيقية.

1-الشخص

يعتبر مفهوم الشخص من المفاهيم التي حضية باهتمام العديد من الفلاسفة و المفكرين و العلماء من مجالات معرفية متعددة منها : علم النفس، علم الاجتماع، القانون، الأخلاق، الفلسفة...لذلك يطرح إشكالات صعبة مرتبطة بحقيقة الإنسان و ما يتعلق بها من قيمته و مصيره و حريته.

"باسكال" التأمل العقلي بمثابة الوسيلة الوحيدة التي يمكن اعتمادها في معرفة حقيقة الإنسان.

الشخص والهوية

"جون لوك" إن الإدراك الحسي أساسي في الوصول إلى حقيقة الشخص، وبالتالي شخص الإنسان وهويته تنبني على مسألة الشعور.

"شوبنهاور"إن هوية الشخص تتأسس على الإرادة، واختلاف الناس يرجع أساسا إلى اختلاف إراداتهم.

الشخص بوصفه قيمة

"كانط" يعتبر أن قيمة الشخص تنبع من امتلاكه للعقل هذا الأخير الذي يعطي للإنسان كرامته ويسمو به، إنه يُشرع مبدأ الواجب الأخلاقي.

"غوسدورف" قيمة الشخص تتحدد داخل المجتمع لا خارجه،فالشخص الأخلاقي لا يتحقق بالعزلة والتعارض مع الآخرين بل العكس.

الشخص بين الضرورة والحرية

"ج. ب. سارتر" حقيقة الإنسان تنبني أساسا على الحرية، فحقيقة الإنسان بمثابة مشروع يعمل كل فرد على تجديده من خلال تجاربه واختياراته و سلوكاته وعلاقاته بالآخرين.

"إمانويل مونيي"حرية الإنسان ليست مطلقة، وشرط التحرر من الضغوطات هو تحقيق وعي بالوضعية، والعمل قدر الإمكان على التحرر من الضغوطات.




2-الغير

إن مفهوم الغير اتخذ في التمثل الشائع معنى تنحصر دلالته في الآخر المتميز عن الأنا الفردية أو الجماعية (نحن). ولعل أسباب هذا التميز إما مادية جسمية، وإما أثنية (عرقية) أو حضارية، أو فروقا اجتماعية أو طبقية، ومن هذا المنطلق، ندرك أن مفهوم الغير في الاصطلاح الشائع يتحدد بالسلب، لأنه يشير إلى ذلك الغير الذي يختلف عن الأنا ويتميز عنها، ومن ثمة يمكن أن تتخذ منه الذات مواقف، بعضها إيجابي كالتآخي، والصداقة وما إلى ذلك، وأخرى سلبية كاللامبالاة، والعداء... تطرح معرفة الغير إشكالات فلسفية اختلفت إجابات الفلاسفة فيها، و من أهم هذه الإشكالات سنقف عند إمكانية معرفة الغير كذات واعية. و هو إشكال يتعلق أساسا بإعطاء قيمة لهذا الإنسان الذي نحاول معرفته، أما الإشكال الثاني فيتعلق بمنهجية التعرف على الغير.

وجود الغير:

"مارتن هايدغر" وجود الغير مهدد لوجود الذات ما دام يحرمها من خصوصياتها، والغير مفهوم قابل لكي يطلق على كل إنسان.

"ج. ب. سارتر"وجود الغير يهدد الذات من جهة وضروري لها من جهة أخرى، إن نظرة الغير إلينا تحرمنا من هذه الحرية وتجعلنا مجرد شيء أو عَبْدٍ.

معرفة الغير:

"إدموند هوسرل" معرفة الغير ممكنة ما دام جزءا من العالم الذي أعيش فيه، وما أعرفه من الغير هو المستوى الذي يشاركني و يشابهني فيه.

"غاستون بيرجي" تتأسس حقيقة الإنسان على تجربته وعلى إحساساته الداخلية، إن هناك فاصلا بين الذات والغير يستحيل معه التعرف على حقيقة هذا الغير.

العلاقة مع الغير:

"إمانويل كانط" الصداقة هي النموذج المثالي للعلاقة مع الغير، و مبدأ الواجب الأخلاقي يفرض على الإنسان الالتزام بمبادئ فاضلة وتوجيه إرادته نحو الخير دائما.

"أوغست كونت" إن الغيرية باعتبارها نكران للذات وتضحية من أجل الأخر هي الكفيلة بتثبيت مشاعر التعاطف و المحبة بين الناس.



3-التاريخ

يعتبر مفهوم التاريخ من الموضوعات التي تهتم بالإنسان وذلك بهدف تخليد تجاربه و معارفه، و لقد بدأ الاهتمام بكتابة التاريخ منذ العصور القديمة. غير أن البحث في مجال التاريخ يطرح إشكالات متعددة، يتعلق أولها بالوصول إلى المعرفة التاريخية من خلال اعتماد مناهج دقيقة و محاولة تحري الصدق و الوصول إلى اليقين، غير أن الحقيقة اليقينية في المعرفة التاريخية يصعب الوصول إليها، وذلك بسب(تدخل ذاتية المؤرخ، وقلة الآثار والوثائق المعتمدة وكون الواقعة التاريخية غير قابلة للتكرار)، أما الإشكال الثاني فيتعلق بدور الإنسان في التاريخ، ويتجلى الإشكال الثالث في تحديد أهمية المعرفة التاريخية الماضية بالنسبة للحاضر و المستقبل.

المعرفة التاريخية

"بول ريكور" كتابة التاريخ مسالة صعبة، فمعرفتنا بالتاريخ لا تعد حقيقة مطلقة بل هي معرفة نسبية غير أنها ومع ذلك تعد معرفة علمية موضوعية.

"ريمون ارون"معرفة الإنسان بالتاريخ عملية صعبة ما دامت تعتمد على استخراج دلالة الوثائق والمعطيات والآثار المنتسبة إلى الماضي، فالمؤرخ مطالب بالتزام الموضوعية وأن يعيش على المستوى الذهني في اللحظة التاريخية التي يريد أن يدرسها.

التاريخ و فكرة التقدم

"ك. ماركس" يتقدم التاريخ نحو الأفضل بفعل التناقض بين الإنتاج وعلاقات الإنتاج، وينتهي هذا التناقض بميلاد مجتمع جديد وبالتالي تاريخ جديد.

"م.م. بونتي " تسلسل أحداث التاريخ يجعلها خاضعة لمنطق يتصف بكونه منفتحا على احتمالات جديدة، ولهذا لا يمكن الحكم على التاريخ لأنه خاضع لمبدأ السببية الحتمية.

دور التاريخ في التقدم

"ف. هيغل" ليس الانسان سوى وسيلة في يد التاريخ، إن التاريخ بمكره يوهمه أنه صانع التاريخ غير انه لا ينفد سوى ارادة التاريخ وفق مسار الروح المطلق .

"ج.ب. سارتر" الإنسان صانع التاريخ بفضل ما يتمتع به من الحرية والوعي و القدرة على الاختيار بين إمكانات متعددة، وصناعة التاريخ تستوجب استحضار الوعي و المسؤولية .


منهجية تحليل النص الشعري

منهجية تحليل النص الشعري
النص الشعري جسد حي كيف ما كان بناؤه , لذلك ينبغي أن يكون التحليل نصا ثانيا , يفترض فيه التماسك , والترابط , ولتحقيق ذلك لا بد من مراعاة الملاحظات التالية :
·         تجاوز الإسقاط : وهو إصدار حكم دون تعليل أو تبرير .
·         الحفاظ على عناصر الربط : سواء اللغوية منها أو المنهجية .
·         وضوح التصوير المنهجي لتحليل نص شعري : ولتحقيق ذلك ينبغي الإلتزام بما يلي :  
المقدمة
المقدمة عبارة عن قنطرة توصلنا إلى الموضوع يتم التركيز فيها على عنصرين هما :
الإطار العام : يتم فيه الحديث عن الظروف العامة : الثقافية / السياسية / الإشارة إلى وضعية الشعر قبل النص .
 -طرح الإشكالية.
 - ملاحظة : ينبغي أن يتوفر عنصر الربط بين التقديم وما يليه من مرحلة .
ب – العرض
يتضمن ثلاث مراحل وهي :
·         مرحلة ملاحظة النص : ترتبط بالمؤشرات الخارجية / الظاهرة في النص : كالعنوان مثلا / حضوره / غيابه / أو شكل النص وهندسته ,……
·         مرحلة الفهم : وهي مرحلة تستطيع من خلالها أن نبرز مدى فهمنا لمضامين النص , ولذلك نركز على استخراج الموضوع ’ الغرض, الوحدات الدلالية ,……..
·         مرحلة التحليل : مرحلة يتم فيها تفكيك النص إلى مكوناته البنيوية لكي ينصب التحليل على :
                         المعجم :
·         تصنيف الكلمات إلى حقول دلالية
·         تحديد الحقل المهيمن وعلاقته بالموضوع .
·         طبيعته.
·         طرح السؤال التالي : ما وظيفة الحقول في النص ؟
                        الإيقاع : ويقسم الى نوعين :
·         الإيقاع الخارجي : تحديد الوزن / البحر وتفعيلاته
·         القافية , نوعها
·         الروي , طبيعته الصوتية
·         الإيقاع الداخلي : وهو إيقاع خاص بالنص , له ارتباط وثيق بالواقع النفسي يتناول فيه الظواهر التالية :
·         1-التكرار : صوت / كلمة / جملة / بيت / مقطع شعري
·         2- الجناس
·         3- الطباق
·         4- التوازي الصوتي
·         5- المقابلة
      ملاحظة : يرصد التلميذ الظاهرة التي فرضت حضورها في النص ومحاولة ربطها بالجانب الشعوري / العاطفي للشاعر.
                        الصورة الشعرية :تفكيك عناصرها ومكوناتها : التشبيه , الاستعارة , المجاز , الأسطورة تم الإجابة عن السؤال التالي : ما وظيفة الصورة في النص ؟ ( تعبيرية / جمالية , إيحائية …)
                        المستوى التداولي : يتم التعامل في هذا المستوى مع النص باعتباره رسالة : ينبغي تناول العناصر المشكلة للرسالة / عرض الوسائل المتوسط بها لإبلاغ الرسالة : ( الضمائر , الأساليب , طبيعة الجملة …)
                        بعد الانتهاء من دراسة هذه المكونات يتم تجميع النتائج المتوصل إليها من أجل الوصول إلى تصنيف النص الى خطاب معين
ج- الخاتمة
مرحلة نهائية ي بناء الموضوع , يتم فيها تقويم النص من حيث مساهمته في الإفصاح عن خطابه / مساهمة التجربة العامة في تطوير الشعر / إمكانية طرح إشكالية جديدة الاستعانة بعض الآراء النقدية


Résumé de la Boite à Merveilles

Chapitre I:

-Dar Chouafa
Deux éléments déclenchent le récit : la nuit et la solitude. Le poids de la solitude. Le narrateur y songe et part à la recherche de ses origines : l’enfance.Un enfant de six ans, qui se distingue des autres enfants qu’il côtoie. Il est fragile, solitaire, rêveur, fasciné par les mondes invisibles. A travers les souvenirs de l’adulte et le regard de l’enfant, le lecteur découvre la maison habitée par ses parents et ses nombreux locataires. La visite commence par le rez-de-chaussée habité par une voyante. La maison porte son nom : Dar Chouafa. On fait connaissance avec ses clientes, on assiste à un rituel de musique Gnawa, et on passe au premier où Rahma, sa fille Zineb et son mari Aouad, fabricant de charrues disposaient d’une seule pièce. Le deuxième étage est partagé avec Fatma Bziouya. L’enfant lui habite un univers de fable et de mystère, nourri par les récits de Abdellah l’épicier et les discours de son père sur l’au-delà. L’enfant de six ans accompagne sa mère au bain maure. Il s’ennuie au milieu des femmes, Cet espace de vapeur, de rumeurs, et d’agitation était pour lui bel et bien l’Enfer. Le chapitre se termine sur une sur une querelle spectaculaire dont les acteurs sont la maman de l’enfant et sa voisine Rahma.

Chapitre II

-Visite d’un sanctuaire
Au Msid, école coranique, l’enfant découvre l’hostilité du monde et la fragilité de son petit corps. Le regard du Fqih et les coups de sa baguette de cognassier étaient source de cauchemars et de souffrance. A son retour, il trouve sa mère souffrante. La visite que Lalla Aicha, une ancienne voisine, rend ce mardi à Lalla Zoubida, la mère de l’enfant, nous permet de les accompagner au sanctuaire de Sidi Boughaleb. L’enfant pourra boire de l’eau de sanctuaire et retrouvera sa gaieté et sa force. L’enfant découvre l’univers du mausolée et ses rituels. Oraisons, prières et invocations peuplaient la Zaouia. Le lendemain, le train train quotidien reprenait. Le père était le premier à se lever. Il partait tôt à son travail et ne revenait que tard le soir. Les courses du ménage étaient assurées par son commis Driss. La famille depuis un temps ne connaissait plus les difficultés des autres ménages et jouissait d’un certain confort que les autres jalousaient.

Chapitre III:

-Le repas des mendiants aveugles
Zineb, la fille de Rahma est perdue. Une occasion pour lalla Zoubida de se réconcilier avec sa voisine. Tout le voisinage partage le chagrin de Rahma. On finit par retrouver la fillette et c’est une occasion à fêter. On organise un grand repas auquel on convie une confrérie de mendiants aveugles. Toutes les voisines participent à la tâche. Dar Chouafa ne retrouve sa quiétude et son rythme que le soir.

Le printemps

Chapitre IV:

-Les ennuis de Lalla Aicha
Les premiers jours du printemps sont là. Le narrateur et sa maman rendent visite à Lalla Aicha. Ils passent toute la journée chez cette ancienne voisine. Une journée de potins pour les deux femmes et de jeux avec les enfants du voisinage pour le narrateur. Le soir, Lalla Zoubida fait part à son mari des ennuis du mari da Lalla Aîcha, Moulay Larbi avec son ouvrier et associé Abdelkader. Ce dernier avait renié ses dettes et même plus avait prétendu avoir versé la moitié du capital de l’affaire. Les juges s’étaient prononcés en faveur de Abdelkader. L’enfant, lui était ailleurs, dans son propre univers, quand ce n’est pas sa boîte et ses objets magiques, c’est le légendaire Abdellah l’épicier et ses histoires. Personnage qu’il connaît à travers les récits rapportés par son père. Récits qui excitèrent son imagination et l’obsédèrent durant toute son enfance.


Chapitre V :

L’école coranique.
Journée au Msid. Le Fqih parle aux enfants de la Achoura. Ils ont quinze jours pour préparer la fête du nouvel an. Ils ont congé pour le reste de la journée. Lalla Aîcha , en femme dévouée, se dépouille de ses bijoux et de son mobilier pour venir au secours de son mari. Sidi Mohamed Ben Tahar, le coiffeur, un voisin est mort. On le pleure et on assiste à ses obsèques. Ses funérailles marquent la vie du voisinage et compte parmi les événements ayant marqué la vie d de l’enfant.

Chapitre VI :

Préparatifs de la fête.
Les préparatifs de la fête vont bon train au Msid. Les enfants constituent des équipes. Les murs sont blanchis à la chaux et le sol frotté à grande eau. L’enfant accompagne sa mère à la Kissaria. La fête approchait et il fallait songer à ses habits pour l’occasion. Il portera un gilet, une chemise et des babouches neuves. De retour à la maison, Rahma insiste pour voir les achats fait à la Kissaria.Le narrateur est fasciné par son récit des mésaventures de Si Othman, un voisin âgé, époux de Lalla Khadija, plus jeune que lui.

Chapitre VII :

La fête de l’Achoura.
La fête est pour bientôt. Encore deux jours. Les femmes de la maison ont toutes acheté des tambourins de toutes formes. L’enfant lui a droit à une trompette. L’essai des instruments couvre l’espace d’un bourdonnement sourd. Au Msid, ce sont les dernières touches avant l e grand jour. Les enfants finissent de préparer les lustres. Le lendemain , l’enfant accompagne son père en ville. Ils font le tour des marchands de jouets et ne manqueront pas de passer chez le coiffeur. Chose peu appréciée par l’enfant. Il est là à assister à une saignée et à s’ennuyer des récits du barbier. La rue après est plus belle, plus enchantée. Ce soir là, la maison baigne dans l’atmosphère des derniers préparatifs.
Le jour de la fête, on se réveille tôt, Trois heures du matin. L’enfant est habillé et accompagne son père au Msid célébrer ce jour exceptionnel. Récitation du coran, chants de cantiques et invocations avant d’aller rejoindre ses parents qui l’attendaient pour le petit déjeuner. Son père l’emmène en ville.
A la fin du repas de midi, Lalla Aicha est là. Les deux femmes passent le reste de la journée à papoter et le soir, quand Lalla Aicha repart chez elle, l’enfant lassé de son tambour et de sa trompette est content de retrouver ses vieux vêtements.

L’été.

Chapitre VIII :

Les bijoux du malheur.
L’ambiance de la fête est loin maintenant et la vie retrouve sa monotonie et sa grisaille. Les premiers jours de chaleur sont là. L’école coranique quitte la salle du Msid, trop étroite et trop chaude pour s’installer dans un sanctuaire proche. L’enfant se porte bien et sa mémoire fait des miracles. Son maître est satisfait de ses progrès et son père est gonflé d’orgueil. Lalla Zoubida aura enfin les bracelets qu’elle désirait tant. Mais la visite au souk aux bijoux se termine dans un drame. La mère qui rêvait tant de ses bracelets que son mari lui offre, ne songe plus qu’a s’en débarrasser. Ils sont de mauvais augure et causeraient la ruine de la famille. Les ennuis de Lalla Aicha ne sont pas encore finis. Son mari vient de l’abandonner. Il a pris une seconde épouse, la fille de Si Abderahmen, le coiffeur.
Si l’enfant se consacre avec assiduité à ses leçons, il rêve toujours autant. Il s’abandonne dans son univers à lui, il est homme, prince ou roi, il fait des découvertes et il en veut à mort aux adultes de ne pas le comprendre. Sa santé fragile lui joue des tours. Alors que Lalla Aîcha racontait ses malheurs, il eut de violents maux de tête et fut secoué par la fièvre. Sa mère en fut bouleversée.

Chapitre IX :

Un ménage en difficulté.
L’état de santé de l’enfant empire. Lalla Zoubida s’occupe de lui nuit et jour. D’autres ennuis l’attendent. Les affaires de son mari vont très mal. Il quitte sa petite famille pour un mois. Il part aux moissons et compte économiser de quoi relancer son atelier. L’attente, la souffrance et la maladie sont au menu de tous les jours et marquent le quotidien de la maison. Lalla Zoubida et Lalla Aicha, deux amies frappées par le malheur, décident de consulter un voyant, Sidi Al Arafi.

Chapitre X :

Superstitions.
Les conseils , prières et bénédictions de Sidi Al Arafi rassurèrent les deux femmes. L’enfant est fasciné par le voyant aveugle. Lalla Zoubida garde l’enfant à la maison. Ainsi, elle se sent moins seule et sa présence lui fait oublier ses malheurs. Chaque semaine, ils vont prier sous la coupole d’un saint. Les prédications de Sidi A Arafi se réalisent. Un messager venant de la compagne apporte provisions, argent et bonne nouvelles de Sidi Abdesalam. Lalla Aicha invite Lalla Zoubida. Elle lui réserve une surprise. Il semble que son mari reprend le chemin de la maison.

Chapitre XI :

Papotage de bonnes femmes.
Thé et papotage de bonnes femmes au menu chez Lalla Aicha. Salama, la marieuse, est là. Elle demande pardon aux deux amies pour le mal qu’elle leur a fait. Elle avait arrangé le mariage de Moulay Larbi. Elle explique que ce dernier voulait avoir des enfants. Elle apporte de bonnes nouvelles. Plus rien ne va entre Moulay Larbi et sa jeune épouse et le divorce est pour bientôt. Zhor, une voisine, vient prendre part à la conversation. Elle rapporte une scène de ménage. Le flot des potins et des médisances n’en fint pas et l’enfant lui , qui ne comprenait pas le sens de tous les mots est entraîné par la seule musique des syllabes.

Chapitre XII :

Un conte de fée a toujours une chute heureuse.
La grande nouvelle est rapportée par Zineb. Maâlem Abdslem est de retour. Toute la maison est agitée. Des you you éclatent sur la terrasse Les voisines font des vœux. L’enfant et sa mère sont heureux . Driss, est arrivé à temps annoncer que le divorce entre Moulay Larbi et la fille du coiffeur a été prononcé. La conversation de Driss El Aouad et de Moulay Abdeslem, ponctuée de verres de thé écrase l’enfant. Il est pris de fatigue mais ne veut point dormir. Il se sent triste et seul. Il tire sa Boite à Merveille de dessous son lit, les figures de ses rêves l’y attendaient. 


مذاهب فلسفية المذهب البراغماتي

لمذهب البراغماتي Pragmatisme
أو (الذرائعية )فلسفة أمريكية تجعل الأفكار ذريعة أو أداة لتحقيق عمل نافع و عليه تكون المصلحة أسبق من كل شيئ ، و هي التي يجب اعتمادها في الحكم على صحة الأفكار . إن لفظ (براغما Pragma) تعني باليونانية عمل و ممارسة ، و يعتبر كل من تشارلز بيرس و وليام جيمس و جون ديوي من رواد هذا المذهب .و تتمثل اهم حججهم في:
- فالأفكار تصدق بواسطة العمل الذي تحققه (العبرة بالنتائج ، و ليس بالمبادئ )، و معنى ذلك أن الفكرة التي لا تنتهي بسلوك عملي ، تعتبر فكرة باطلة لأنها عديمة الفائدة
- ان الفكرة ، التي تتحول الى عمل يمكن التحقق منها و معرفة صحتها و ذلك النظر الى النتائج المترتبة عنها . اذا كانت نافعة فهي صادقة ، أما اذا كانت ضارة فهي كاذبة ، أما الافكار المجردة التي لا تتحول الى عمل ، أي عديمة النشاط فهي ليست بأفكار لأننا لا يمكن التحقق منها ، فهي مجرد تخمينات فارغة . هذه هي الحقيقة التي يجب العمل بها
يقول وليام جيمس (ان الفكرة تكتسب صدقها بعمل تحققه ....، و تكتسب صحتها بإنجاز العمل الذي هو نتيجته هو اثبات صحتها ) . اذن غاية الفكرة هي العمل
و يرى جون ديوي أن مقياس الحقيقة هوالمرونة و السهولة اللذان يوصلان الى الهدف .والفكرة يجب أن تكون أداة لخدمة الحياة ، و لما كانت للعلم آثار نافعة طالب جون ديوي بضرورة تعميم المنهج العلمي في شتى المجالات ، و الابتعاد عن الأفكار الميتافيزيقية التي لا تفيد و لا تزيد الإنسان الا ضياعا .
النقد/ إن المنفعة ليست مقياس موضوعي ، بل ذاتي يختلف من شخص لآخر ، فما ينفعنا على سبيل المثال قد لا ينفع غيرنا ، فلا تكون الحقيقة واحدة عند جميع الناس، بمعنى أن الفكرة قد تصح عند البعض و لا تصح عند البعض الآخر لذلك يجب أن نأخذ بالمبادئ أيضا

Résumé du roman Le Père Goriot de Balzac


 

Le Père Goriot de Balzac

Roman d'Honoré de Balzac (1835)

Résumé du roman

Paris, automne 1819. Dans une pension miteuse de la rue Neuve-Sainte Geneviève, la maison Vauquer (du nom de sa tenancière), se côtoient des pensionnaires et des habitués du quartier qui ne viennent y prendre que le dîner . Ils ont pour nom Mlle Michonneau, Victorine Taillefer, Madame Couture, Monsieur Poiret, Bianchon, Vautrin, Eugène de Rastignac et le père Goriot. Quelques personnages émergent de ce groupe de pensionnaires falots : Vautrin, mystérieux pensionnaire d'une quarantaine d'années qui se fait passer pour un ancien commerçant; Eugène de Rastignac, fils d'une famille noble et désargentée de Charente venu faire son droit à Paris.
Il y a également le père Goriot, pitoyable rentier de soixante neuf ans qui mène une vie nocturne énigmatique. Il est le plus âgé de la Maison Vauquer et aussi le plus ancien des pensionnaires. Il y est arrivé en 1813 après s'être retiré des affaires. Les premiers temps, sa fortune et ses revenus lui permettaient d'habiter au premier étage l'appartement le plus cossu de la pension. Puis ses revenus diminuant mystérieusement, le vieil homme est monté d'étage en étage, logeant dans des appartements de plus en plus modestes. Il occupe actuellement une mansarde et est devenu le bouc émissaire de la Maison Vauquer. Les autres pensionnaires commentent son infortune avec peu d'élégance et le soupçonnent de se ruiner en entretenant des femmes du monde.
Eugène de Rastignac, jeune "ambitieux", rêve de s'introduire dans la haute société parisienne. Grâce à la recommandation de sa tante, il est invité à l'un des bals que donne Mme de Beauséant, l'une des femmes influentes de Paris. Il est ébloui par cette soirée et s'éprend de la Comtesse Anastasie de Restaud.
Il lui rend visite le lendemain, mais sa maladresse lui vaut d'être brutalement congédié par M. et Mme de Restaud. Rastignac se rend alors chez Mme de Beauséant où se trouve également la duchesse de langeais. Sa gaucherie prête encore à sourire, mais cette visite lui permet de résoudre l'énigme du Père Goriot. Les deux aristocrates se proposent de lui relater le drame du vieil homme : cet ancien négociant a fait fortune pendant la révolution. Il a consacré tout son argent au bonheur de ses deux filles, Anastasie, l'aînée et Delphine, la cadette. Après leur avoir offert une belle éducation, et leur avoir constitué une dot, il a marié Anastasie au Comte de Restaud et Delphine au banquier Nucingen.
Tant que le Père Goriot mettait sa fortune à la disposition de ses filles, ses gendres le ménageaient. Mais maintenant qu'il a des difficultés financières, ils ne lui manifestent qu'indifférence et mépris. Ils n'hésitent pas à l'évincer, ce qui désespère le pauvre homme qui a voué toute sa vie à ses deux filles. Rastignac est ému jusqu'aux larmes par ce récit. Mme de Beauséant prend prétexte de cette histoire pour donner à Rastignac ce conseil : arriver par les femmes. Elle lui suggère de tenter sa chance auprès de Delphine de Nucingen, la seconde fille du Père Goriot.
De retour à la Pension Vauquer, Eugène décide d'apporter son soutien au Père Goriot. Ayant besoin d'argent pour faire son entrée dans le Monde, il écrit également à sa mère et à ses sœurs pour leur demander de lui adresser leurs dernières économies.
Vautrin, qui devine l'ambition qui anime Rastignac lui propose un marché cynique : séduire Victorine Taillefer tandis que lui se charge d'éliminer son frère, seul obstacle à l'obtention par la jeune fille d'un héritage fabuleux. Rastignac épouserait alors Victorine et sa dot d'un million, sans oublier d'offrir à Vautrin une commission de deux cent mille francs. Fasciné, puis indigné par ce marché scandaleux, Rastignac refuse ce pacte diabolique. Vautrin lui laisse quinze jours pour réfléchir.
Le jeune étudiant préfère suivre les conseils de la Vicomtesse de Beauséant . II l'accompagne au Théâtre-Italien, où il se fait présenter Delphine de Nucingen . Il fait une cour assidue à la jeune femme.
De retour à la Pension, Rastignac rend visite au Père Goriot et lui raconte par le menu sa rencontre avec Delphine. Emu, le vieil homme qui croit toujours aux bons sentiments de ses filles, encourage Rastignac à continuer de fréquenter la jolie baronne. Une vraie complicité s'installe entre le Père Goriot et le jeune étudiant.
Eugène de Rastignac devient l'amant de Delphine de Nucingen et ne tarde pas à découvrir ses difficultés financières. Elle lui confie que son mari s'est accaparé de sa fortune et qu'elle ne dispose plus d'aucune ressource personnelle. Elle lui demande également de jouer pour elle à la roulette . Avec les cent francs qu'elle lui remet, Rastignac parvient à gagner, pour elle, sept mille francs . " Vous m'avez sauvée" lui confie-t-elle, lui avouant en même temps l'échec de son mariage avec le baron et les sacrifices qu'elle et sa sœur ont imposés à leur père.
De retour chez Madame Vauquer, Eugène de Rastignac apprend la nouvelle au Père Goriot. Le vieil homme est désespéré d'apprendre les soucis financiers de sa fille. Il souhaite saisir la justice pour lui permettre de retrouver sa fortune.
Rastignac prend goût aux soirées parisiennes, mais il dépense beaucoup d'argent et se montre beaucoup moins chanceux au jeu. Il mesure combien l'argent est essentiel pour s'imposer dans la haute société parisienne, ce que Vautrin ne manque pas de lui rappeler avec beaucoup de cynisme.
Au jardin des plantes, M. Poirer et Mlle Michonneau rencontrent un responsable de la police, Gondureau, qui leur indique la véritable identité de Vautrin : C'est un forçat qui s'est évadé du bagne de Toulon, où il avait le surnom de trompe-la-mort. Gondureau demande à Mlle Michonneau de lui administrer un somnifère et de vérifier qu'il a bien un tatouage  à l'épaule.
A la pension Vauquer, Victorine laisse entrevoir à Eugène les sentiments qu'elle éprouve pour lui tandis que Vautrin poursuit secrètement la préparation du meurtre de son frère. Mlle Michonneau acquiert la certitude que Vautrin est le forçat qui s'est évadé du bagne et le fait arrêter. Le même jour un complice de Vautrin tue le frère de Victorine.
Tandis que les pensionnaires de la Maison Vauquer tardent, suite à ces événements, à retrouver leurs esprits, le père Goriot arrive tout souriant en fiacre. Il vient chercher Rastignac et l'invite à dîner avec Delphine, dans l'appartement qu'il vient de lui louer, avec ses dernières économies, rue d'Artois. Le vieil homme logera quant à lui dans une chambre de bonne au dessus de l'appartement d'Eugène.
A La Maison Vauquer, c'est la désolation, les pensionnaires partent les uns après les autres.
Les déboires financiers des deux filles du Père Goriot resurgissent avec plus d'acuité. Le baron de Nucingen indique à sa femme qu'il lui est impossible de lui rendre sa fortune sans que leur couple ne soit ruiné. Quant à Anastasie, elle ne parvient plus à rembourser les dettes causées par son amant, Maxime de Trailles et se voit dans l'obligation de mettre en vente les diamants de la famille. A l'annonce de cette double déroute financière, le père Goriot est victime d'un grave malaise. Bianchon, l'étudiant en médecine, ami de Rastignac, venu en renfort analyse les symptômes qui frappent le vieil homme et diagnostique une grave crise d'apoplexie.
Eugène passe la soirée aux Italiens avec Delphine . Le lendemain, il retourne à la pension Vauquer. Le Père Goriot est très affaibli. Eugène annonce alors à Delphine que son père est mourant mais celle-ci se montre indifférent à son sort.
A la pension, le père Goriot se meurt. Il souhaite une dernière fois voir ses deux filles, mais celles-ci demeurent tristement absentes. Seuls Rastignac et son ami Bianchon sont là pour accompagner les derniers moments du vieil homme. Eugène règle les derniers soins et l'enterrement du père Goriot; puis, accompagné du seul Bianchon, il assiste à la cérémonie religieuse. Le convoi funéraire se rend alors au Père Lachaise. "A six heures, le corps du père Goriot fut descendu dans sa fosse, autour de laquelle étaient les gens de ses filles, qui disparurent avec le clergé aussitôt que fut dite la courte prière due au bonhomme pour l'argent de l'étudiant. Quand les deux fossoyeurs eurent jeté quelques pelletées de terre sur la bière pour la cacher, ils se relevèrent et l'un d'eux, s'adressant à Rastignac, lui demanda leur pourboire. Eugène fouilla dans sa poche et n'y trouva rien ; il fut forcé d'emprunter vingt sous à Christophe. Ce fait, si léger en lui-même, détermina chez Rastignac un accès d'horrible tristesse. Le jour tombait, un humide crépuscule agaçait les nerfs, il regarda la tombe et y ensevelit sa dernière larme de jeune homme, cette larme arrachée par les saintes émotions d'un cœur pur, une de ces larmes qui, de la terre où elles tombent, rejaillissent jusque dans les cieux. Il se croisa les bras, contempla les nuages, et le voyant ainsi, Christophe le quitta.
Rastignac, resté seul, fit quelques pas vers le haut du cimetière et vit Paris tortueusement couché le long des deux rives de la Seine, où commençaient à briller les lumières. Ses yeux s'attachèrent presque avidement entre la colonne de la place Vendôme et le dôme des Invalides, là où vivait ce beau monde dans lequel il avait voulu pénétrer. Il lança sur cette ruche bourdonnant un regard qui semblait par avance en pomper le miel, et dit ces mots grandioses :
- A nous deux maintenant !
Et pour premier acte du défi qu'il portait à la Société, Rastignac alla dîner chez Mme de Nucingen."



المنهج الاجتماعي والمنهج البنيوي لاصحاب الثانية بكالوريا

المنهج الاجتماعي بداياته تطوره وامتداداته

مع بدايات القرن التاسع عشر بدأ الاهتمام بدراسة العلاقة بين الناحية الاجتماعية والأدب، فصدر آنذاك كتاب لمدام دوستال تحت عنوان "الأدب في علاقاته بالأنظمة الاجتماعية" متناولاً تأثير الدين والعادات والقوانين في الأدب، وتأثير الأدب فيها.كما ردد دي بولاند فكرة أن "الأدب تعبير عن المجتمع". غير أن الجذور الأولى للمنهج النقدي الاجتماعي يمكن إرجاعها إلى هيجل الذي ربط بين ظهور الرواية والتغيرات الاجتماعية، وذلك حين أشار إلى أن الانتقال من الملحمة إلى الرواية جاء نتيجة لصعود البرجوازية، وما تملكه من هواجس خُلُقية وتعليمية. وسيعرف المنهج الاجتماعي بعد هذه البدايات عدة تطورات مع نقاد بارزين مثل ماركس ولوكاتش وجولدمان، كما سيعرف تحولات مفهومية عكست محاولة كل ناقد تجاوز العثرات والهفوات التي تركها سابقوه خلفهم.
1/المنهج الاجتماعي :
كارل ماركس
استطاع ماركس دعم أساسات النظرية الاجتماعية بتصور نظري مثين عندما اعترف دون مواربة أن الأدب يرتبط ارتباطا وثيقا بالواقع المجتمعي المحيط بالمبدع.ولتأكيد هذه الفكرة عمل على قلب الدياليكتيك الهيجيلي، فجعله يمشي على رجليه بعدما كان يمشي على رأسه.ومعنى هذا القول أن ماركس اختار لنفسه مسارا يختلف عن ذلك الذي ارتضاه الطرح المثالي والمتعالي لكانط وهيجل، وفيه أقر أن هناك علاقة انعكاس آلي تربط البنية التحتية(الطبقات) بالبنية الفوقية(الإبداع على اختلاف صوره : فن، فلسفة، أدب...)،لهذا راح يبحث عن المجتمع في الأدب.وقد انتـُــقـِد ماركس لهذا الموقف، ورُدَّ عليه بأن هناك آثارا وروائع مازالت مؤثرة إلى حد الآن في التاريخ البشري رغم انصرام الزمن الذي أنتجها.هذا الانتقاد أقر به ماركس، مما جعله يبحث عن تفسير للأمر،وقد وجد ضالته في نظرية " العصور الطويلة " وهي نظرية لا تلغي مبدأ تأثير المجتمع في الأدب غير أنها تجعله ممتدا على زمن بعيد وليس آنيا.
لوكاتش
من الروافد الأخرى للمنهج الإجتماعي يمكن أن نستحضرالناقد المجري جورج لوكاش، الذي عمل - انطلاقا من اتجاهه الماركسي-على ربط أشكال الوعي كافة بالبنية الاقتصادية المحددة لها. ففي كتاباته عن بلزاك وأميل زولا كشف عن العلاقة الجدلية بين دلالات الأعمال الإبداعية الكبرى ودلالات البنيات الاجتماعي، فنظر إلى الأعمال الأدبية بوصفها انعكاسات لمنظومة ظاهرة، والانعكاس عنده يعني تكوين بنية ذهنية يتم التعبير عنها بالكلمات(ولا ينفي هذا القول استمرار النزعة المثالية في تصورات لوكاتش، خصوصا ما ورثه عه أستاذه هيجل على نحو ما يظهر في انتقاده للنين وتأييده لستالين في دعوة الأخير إلى ثورة ديمقراطية).
إن هذا التحول سواء لدى ماركس أو لوكاتش يعد قفزة نوعية كبرى. فبعد أن كانت المقولات عند «كانط» أشكالا سابقة للذهن، مستقلة عن كل بعد تاريخي، أصبحت تاريخية عند «هيغل»، ولكنها ترتبط بتطور الذهن الموضوعي، لتصير البنيات الذهنية مع الناقدين الألماني ماركس والمجري لوكاتش حقائق تجريبية ينتجها التطور التاريخي لمجموعة اجتماعية وطبقات اجتماعية على الخصوص.
ولئن كان المنهج الاجتماعي قد أولى اهتماما كبيرا بالمضامين ــ ما دام المجتمع يشهد صراعاً طبقياً، وعلى المبدع أن يحدد موقفه منه ــ فإن ذلك كان سببا في إغفال الجانب الجمالي وعلاقته بالدلالة الاجتماعية والأيديولوجية، واكتفى بالمقارنة بين ما موجود في الرواية من أماكن وشخصيات وبين ما يقابلها في الواقع الخارجي ، ومن ثم لم يناقش النقد الاجتماعيعلاقة الأدب بالمجتمع بعيدا عن مفهوم الانعكاس، كما أنه لم يميز بين الأدب باعتباره إبداعا وبين الإيديولوجيا باعتبارها مقولة فكرية وسياسية واقتصادية تؤثر فيه بطريقة غير مباشرة .مما جعل بعض النقاد مثل جولدمان ولينهارت ولوتمان يعقدون العزم على تجاوز عثرات المحاولات النقدية السابقة .
2/ المنهج البنيوي التكويني/التوليدي

يعنى المنهج البنيوي التكويني بالأدب بوصفه ظاهرة اجتماعية تاريخية، آخذا بالاعتبار بنياته الخاصة التي يفسرها داخليا(من خلال النص) وخارجيا(ربط النص بمحيطه).وقد استفاد هذا التيار من البنيوية، كما لجأ إلى علم الاجتماع والفلسفة...في محاولة منه لتجاوز التصور الداخلي المغلق للبنيويين، والتصور الخارجي لنقاد المنهج الاجتماعي.
لوسيان جولدمان
لقد انطلق الناقد الفرنسي لوسيان جولدمان من جملة فرضيات في مقدمتها أن السلوك الإنساني يحاول إيجاد توازن بين الذات الفاعلة وموضوع الفعل، وبالتالي فإن الدراسة العلمية تتطلب الكشف عن كلا الوضعيتين. ومن التساؤلات التي يطرحها جولدمان : من هي الذات الفاعلة ( المبدع الحقيقي)؟ أهي الفرد أم الجماعة؟
يجيب جولدمان أن الجماعة ليست إلا شبكة معقدة من العلاقات المتبادلة بين الأفراد، ويتطلب التحليل تحديد بنية الشبكة ودور الأفراد الفاعلين فيها، لندرك العلاقة الموضوعية بين الإنتاج والمبدع الحقيقي وهو الجماعة الاجتماعية وليس الفرد. وهو بذلك يقترب كثيرا من مقولة هيجل " الحقيقي هو الكلي " ، لكنه لا يتجاهل دور الفرد، فالفرد بفعل ولادته أو وضعه الاجتماعي يؤلف جزءاً من الجماعة.
إن النقلة المنهجية التي حققها جولدمان من المنهج النقدي الاجتماعي التقليدي (الذي يربط بين محتوى الإنتاج الثقافي ومحتوى الوعي الجماعي) إلى المنهج الذي يدرس المضامين الاجتماعية في أشكالها هي دراسة العمل الثقافي بوصفه بنيات مماثلة ومناظرة للبنيات الاجتماعية، ولكن في عالم يتمتع باستقلاله وبقوانينه الخاصة، أي إن بنيات العالم المتخيل مناظرة أو مماثلة للبنيات الذهنية لدى الجماعة الاجتماعية دون أن تكون بالضرورة انعكاسا حتميا لها. فالجماعة الاجتماعية تشكل نسقاً من البناءات التي تبث في وعي الأفراد ميولات عاطفية وفكرية وعلمية، تندفع نحو درجة ما من التجانس محققة ما اصطلح عليه جولدمان بـ " رؤية العالم"، التي بها يستطيع الكاتب الفذ الذي يخلق عالماً متخيلاً في غاية الانسجام، حيث تطابق بنياته البنيات التي تنزع إليها الجماعة، فيعي أفرادها ما كانوا يفكرون فيه أو يحسونه أو يفعلونه دون أن يعرفوا دلالاته معرفة موضوعية.
إن مفهوم "رؤية العالم" الذي تحدث عنه جولدمان ما هو إلا النسق الفكري الذي يسبق عملية تحقق النتاج، ويتلخص في أنه مجموع التطلعات والعواطف والأفكار التي يلتف حولها أفراد المجموعة أو الطبقة (التي تربطها روابط اقتصادية تفعل الكثير في تكوين أيديولوجيتها) فتجعل منهم معارضين للمجموعات الأخرى من أجل تحقيق التطلعات والأفكار المشار إليها، وتبعث لديهم وعياً طبقياً متفاوت الوضوح والتجانس، يبلغ ذروة وضوحه وتجانسه لدى الفيلسوف أو الفنان.
إن ما يؤسس "رؤية العالم" هو الوعي القائم/ الممكن باصطلاح جولدمان، وهو يحدد الوعي ابتداء بأنه :" مظهر معين لكل سلوك بشري يستتبع تقسيم العمل"، غير أنه يميز بين نوعين من الوعي: الأول إحساس بظرفية واحدة يجمع بين أفراد الجماعة وذلك هو الوعي القائم، وهو وعي متطور في بنيات متغايرة ومتلاحقة، أما الثاني فهو الوعي الممكن، وهو تصور لما ينبغي أن يكون، أي تصور إمكانية تغيير الواقع القائم وتعديله على وفق ما تراه الجماعة محققا للتوازن المنشود".
تلك هي المنطلقات الأساسية للبنيوية التكوينية ، وقد حصرها جولدمان في كتابه (المنهجية في علم الاجتماع الأدبي) في خمس نقاط:
1-العلاقة الجوهرية بين الحياة الاجتماعية والإبداع الأدبي تهمّ البنى الذهنية التي تنظم الوعي التجريبي لفئة اجتماعية معينة والكون التخييلي الذي يبدعه الكاتب.
2-إن البنى الذهنية ذات الدلالة ليست ظواهر فردية، وإنما هي ظواهر اجتماعية.
3-إن العلاقة بين وعي الجماعة والبنية المنظمة للعمل الأدبي متماثلة تماثلاً دقيقاً، إلا أنها غالباً ما تشكل مجرد علاقة ذات دلالة.
4-إن البنى الذهنية (المقولية) هي ما يمنح العمل الأدبي وحدته.
5-إن البنى الذهنية المشار إليها سيرورات غير واعية مماثلة لتلك التي تنتظم عمل البنى العضلية والعصبية، لهذا فإن الكشف عنها متعذر على الدراسة الأدبية المحايثة وعلى الدراسة المتجهة نحو النيّات الواعية للكاتب أو في علم نفس الأعماق، ولا يتحقق إلا ببحث من النمط البنيوي والسوسيولوجي.
تتطلب هذه المنهجية الدراسة على مستويين ولكنهما يمتزجان بصورة عميقة في البحث، وهما: مستوى التأويل، ومستوى التفسير، يأخذ الأول شكل دراسة محايثة للنص، بحثا عن الانسجام الداخلي له، وتقدم الدراسة نموذجا بنائيا دالا يتألف من عدد محدود من العناصر والعلاقات القائمة بين هذه العناصر، آخذاً بالاعتبار كل النص ودون إضافة شيء إليه.أما الثاني والأخير فيتولى ربط علاقة النص بحقيقة خارجة عنه ، شرط أن تكون ذاتا عبر/ فردية((Transindividual (جماعية) ، وبتعبير آخر إن مستوى التفسير يسعى إلى إدماج بنية النص في بنية أوسع، فيصبح ما كان تفسيرا للبنية الأولى تأويلا للبنية الثانية الشاملة.
في ندوة عقدت في بروكسيل عند مستهل الستينيات، حول موضوع الرواية الجديدة والواقع، يستند جولدمان في تحليله المذكور آنفا على ما توصل إليه ماركس عن العلاقة بين الفرد والشيء بوصفها مجالاً للتحولات الاجتماعية التي أحدثها ظهور الاقتصاد ونموه، والتي شكلت جوهر نظريته "فتيشية السلعة"، والتي أسماها لوكاش بـ "التشيؤ" ، على هذه النظرية يبني جولدمان علاقة بين تاريخ البنيات التشيّؤية وتاريخ البنيات الروائية، حيث أن التشيّؤ بوصفه سيرورة سايكولوجية دائمة تؤثر باطراد في المجتمعات الغربية المنتجة للسوق وتحدد مراحلها بالشكل المذكور آنفا.
جاك لينهارت
من الذين أعقبوا جولدمان وأسهموا في تطوير نظريته جاك لينهارت، فقد طبق على اللغة أفكار جولدمان حول الأدب، فلاحظ أن العلاقة اليومية للناس باللغة تعتمد على مسلّمة أن السيرورة الخطابية تعبّر عن المعنى بصفة موحدة، باعتمادها على القيمة الاستعمالية/الوظيفية ، ونجده في كتابه (قراءة سياسية للرواية) الصادر عام 1973 يعرض تحليلا لرواية (غيرة) لآلان روب غرييه ، يؤسسه على أربعة أسئلة، هي :1 -هل تقدم (غيرة) بنية دالة متماسكة؟ وهل تحدّد هذه البنية الرواية المعنية فقط أم عموم أعمال روب غرييه؟ 2-هل يمكن أن تدرج البنية الدالة المتركزة على (الغيرة) في إطار تيار إيديولوجي أعم مثل تيّار (الرواية الجديدة)؟ 3 -إذا كانت تلك البنية الإيديولوجية موجودة فهل لها علاقات وظيفية بطبقة اجتماعية أو بفئة اجتماعية؟ 4 -هل تمثل هذه الطبقة أو الفئة الاجتماعية مكاناً مدركاً في البنية الشاملة للمجتمع الفرنسي ؟
يوري لوتمان
يشكل لوتمان تطويرا وإضافة نوعية لما قدمه جولدمان، مستفيدا من إنجازات المادية التاريخية ومدرسة الشكلانيين الروس ومدرسة المعلومات وعلم الاتصال والسيبرنيطيقا . .. وعنده أن المعنى يتولد من نسق لغوي يقوم على مبدأ التشابه والتضاد ، وعليه فإن النص يحمل في ثناياه لغتين، وإن المعنى هو محصلة للتأرجح بينهما ، ولا يمكن الإحاطة بالنص إلا بالإحاطة بلغتيه معا في تفاعلهما.لهذا يعتبر أن اللغة " نظام من العلامات المنتظمة تقوم بوظيفة اتصالية، ويترتب على تعريف اللغة بأنها نظام مناقشة وظيفتها الاجتماعية، فهي تؤمّن وتضمن تبادل المعلومات وتضمن حفظها وتراكمها في المجتمع الذي يستخدمها ..... ولكي تقوم اللغة بوظيفتها الاتصالية يتحتم بأن يكون لها نظام من العلامات جاهز للاستخدام"
وجوهر منهج لوتمان فهم جدلية النص الأدبي على وجهين الوجه الداخلي ويعني إدراك الجدل المستمر بين مستويات النص، وبين العناصر المكونة لكل مستوى منها، والوجه الثاني إدراك العلاقات الجدلية بين النص وما يحيط به خارج النص.
ففي كتابه " بنية النص الأدبي" الصادر عام 1970 يعالج لوتمان كيفية ارتباط بنية النص ببنية الفكرة،مبينا أن بنية النص نظام شديد التعقيد ، وأن تحديدها يتطلب القيام بنمذجة يتحقق فيها عزل الخواص الثابتة، ولتحقيق ذلك استفاد من محوري السياقي والاستبدالي، جاعلا الأول يسيطر على النص القصصي والروائي، والثاني يسيطر على النص الشعري، فوضعنا بذلك أمام خصيصتين مهمتين من مجمل الخواص الثابتة. لقد توصل لوتمان إلى أن اللغة الطبيعية هي نموذج أول للعالم ، أما اللغات النوعية(الشعرية والأدبية والشفرات ..) فهي نظم نمذجة ثانوية، هكذا يفسر مضمون النص، في اللغة العادية، بحدود شفرة مفردة، أما الانحرافات في العمل الفني فهي عناصر في نظام آخر، تشكل شفرات مفسِّرة تختلط بعناصر الشفرة الأصلية ، ومن ثم فإن تعددية النظم خاصية لازمة في الفن، إذ ينتج عن اصطراع عناصر نظامين أو أكثر توتر يخلق التأثير الفني