المرجو الانتظار قليلا سوف يتم التوجيه الى المدونة الجديدة وشكرا المرجو الانتظار قليلا سوف يتم التوجيه الى المدونة الجديدة وشكرا

مظاهر التنافس الإمبريالي


مقدمة : مع غروب القرن 19 وطلوع القرن 20م وبفعل الثورة الصناعية وازدهار الرأسمالية الاحتكارية ظهرت موجة جديدة من التوسعات أطلق عليها اسم الإمبريالية، وقد اشتدت بين فرنسا وانجلترا وألمانيا وروسيا والنمسا وقد تركز هذا التنافس في أفريقيا حول مصر وتونس والكونغو وكذا المغرب وشكل احتلال فرنسا للجزائر سنة 1830 بداية التنافس الاستعماري. فما هي مظاهر التنافس الامبريالي؟

عرض :  تتمثل مظاهر التنافس الامبريالي في مظاهر متعددة. يأتي على رأسها التنافس الاقتصادي، فقد ظلت إنجلترا إلى حدود 1860 أول قوة تجارية وصناعية عالميا ولكنها أصبحت مهددة من جهة قوى أخرى مثل ألمانيا التي عرفها اقتصادها تطورا سريعا، والولايات المتحدة الأمريكية التي تولت الزعامة التجارية لاحقاً علاوة على فرنسا القوة الاقتصادية الرابعة عالميا دون أن نغفل قوى أخرى صاعدة كإيطاليا وهولندا وبلجيكا، وبذلك ازدادت حاجت أوربا للأسواق الخارجية بغية تصدير فائض الإنتاج والتخلص من عواقب الأزمات الدورية والحصول على المواد الأولية. أما فيما يخص التنافس المالي، فمع تنامي الاحتكارات وتضخم الأرباح والرساميل، أصبحت الحاجة ملحة لتصريفها على شكل استثمارات وقروض، كما ظهرت ظاهرة الانفجار الديمغرافي وتنامي الفقر مما ساهم في تهجير الفائض السكاني تجنبا لحدوث أي أزمة اجتماعية. وأخيرا التنافس السياسي المتمظهر في توثر العلاقات بين الدول الأوربية نتيجة النزاعات القومية والعنصرية، وذلك من خلال صراع فرنسي ألماني حول منطقة الألزاس واللورين وصراع نمساوي مجري إيطالي حول البحر الإدرياتيكي أضف إلى ذلك ظهور أطماع روسية في منطقة البلقان ثم رغبة بريطانيا في السيطرة على التجارة الدولية للحفاظ على مناطق نفوذها.
        هذا وقد اعتمدت الدول الأوربية في إطار تنافسها الاستعماري على سياسة الاتفاقيات والتحالفات، ومن أبرزها: الحلف الثلاثي بين أباطرة ألمانيا والنمسا المجر وروسيا وذلك مقصدا من هذه الدول بمحاصرة فرنسا وللتقليل من التنافس الاستعماري فيما بينها+التحالف الثلاثي الألماني- النمساوي- الإيطالي ( سنة 1882 ): حلف دفاعي ضد أي هجوم خارجي +التقارب الفرنسي – الروسي ( سنة 1892 ) : توخى الدفاع عن حدود الدولتين ضد أي هجوم محتمل من طرف دول التحالف الثلاثي
+الاتفاق الودي الفرنسي – الإنجليزي ( سنة 1904 ) : استهدف تسوية  الصراع الاستعماري الثنائي  حول المغرب و مصر+الوفاق الثلاثي الفرنسي – الإنجليزي – الروسي ( سنة 1907) : حلف عسكري موجه ضد التحالف الثلاثي و خاصة ألمانيا . كما عقدت الدول الامبريالية عدة مؤتمرات لتسوية نزاعتها الاستعمارية، وأهم هذه المؤتمرات :
- مؤتمر برلين الأول ( سنة 1878 ) : بمشاركة فرنسا، إنجلترا، روسيا، النمسا، هنغاريا والإمبراطورية العثمانية وقد نص على اقتطاع مناطق من الإمبراطورية العثمانية لفائدة النمسا و روسيا ، و استيلاء إنجلترا على قبرص باتفاق سري مع العثمانيين. . - مؤتمر مدريد ( سنة 1880 ) : وشاركت فيه عدة دول أبرزها فرنسا وانجلترا، ألمانيا والمغرب وكذا إسبانيا وقرر تأكيد الحمايات الفردية (القنصلية) وإعطاء الأجانب الملكية في المغرب. - مؤتمر برلين الثاني ( 1884-1885  ): بمشاركة فرنسا، إنجلترا، إسبانيا، بلجيكا وألمانيا وقد قرر تقسيم قارة إفريقيا بين الدول الأوربية المتنافسة ،و على تنظيم الملاحة بحوض  الكونغو . - مؤتمر الجزيرة  الخضراء أو الخزيرات ( سنة 1906 ) : بمشاركة الدول المتنافسة حول المغرب كإنجلترا، فرنسا، إسبانيا وألمانيا إلى جانب المغرب و قرر إنشاء بنك مخزني  ممول من طرف الدول الأوربية، و تكليف فرنسا و إسبانيا بتكوين شرطة بالموانئ المغربية . ويمكن استخلاص أهداف هذه المؤتمرات في : التخفيف مؤقتا من حدة التنافس بين الدول الامبريالية والاتفاق على تقسيم بعض مناطق النفوذ .
       في نفس السياق عملت الدول الأوربية المنتمية للتحالف الثلاثي والوفاق الثلاثي على تعميم الخدمة العسكرية الإجبارية ، ورفع حجم جيوشها النظامية و الاحتياطية ، و زيادة  و تطوير أسلحتها، كما اشتد التسابق في احتدام التنافس في ميدان التسلح البحري بين فرنسا وألمانيا وفي ميدان التسلح البري بين إنجلترا وألمانيا .

خاتمة: حاصل القول فإن تنافس الدول الإمبريالية جعلا تدخل في تحالفات واتفاقيات أسفرت هذه التحالفات و الاتفاقيات عن تكوين حلفين متنافرين هما التحالف الثلاثي و الوفاق الثلاثي. كما أدى هذا التنافس إلى حدوث أزمات دولية، فماذا عن الأزمات الكبرى التي أدت توثر العلاقات الدور الأوربية واندلاع الحرب العالمية الأولى ؟